فصل: الفصل الخامس: في أشياء منفردة وهي خمسة أبواب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجمل في النحو ***


الفصل الرابع‏:‏ في العوامل من الأسماء

وهي على ضربين‏:‏ ضرب يعمل عمل الفعل، وضرب يعمل عمل الحرف‏.‏ ما يعمل عمل الفعل‏:‏ فالأول على ضربين‏:‏ ضرب يعمل عمل الفعل مجازا، نحو عشرون درهما، وكذا جميع الأسماء التي يكون لها تمييز، وسيأتي ذكرها في بابها، وضرب يعمل عمل الفعل حقيقة وهي خمسة‏.‏ أحدها‏:‏ اسم الفاعل، نحو ضار ب، ومكرم، يعمل عمل ‏"‏يفعل‏"‏ تقول‏:‏ زيد ضارب أبوه عمرا الآن أو غدا، كما تقول‏:‏ يضرب أبوه عمرا‏.‏

والثاني‏:‏

اسم المفعول يعمل عمل يفعل‏,‏ تقول‏:‏ هذا رجل مضروب غلمانه كما تقول‏:‏ يضرب غلمانه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلك يوم مجموع له الناس‏}‏ ‏[‏هود/ 103‏]‏‏.‏

والثالث‏:‏

الصفة المشبهة باسم الفاعل، وهي الصفات التي تثنى وتجمع، نحو حسن وحسنان، وحسنون، وحسنة، وحسنتان وحسنات، تقول‏:‏ مررت برجل حسن أصحابه وكريم آباؤه، رفعت أصحابه بحسن وآباءه بكريم، كما ترفع بفعليهما، إذا قلت‏:‏ حسن أصحابه، وكرم آباؤه‏.‏

والرابع‏:‏

المصدر‏:‏ كقولك‏:‏ عجبت من ضربك زيدا، يعمل عمل الفعل إذا قلت‏:‏ من أن ضربت زيدا، وتقول‏:‏ عجبت من ضرب زيد عمرو، تريد من أن ضرب زيدا عمرو ‏(‏ومن ضرب زيد عمرا‏)‏ تريد من أن ضرب زيد عمرا، ومن ضرب عمرا، بالتنوين‏.‏

والخامس‏:‏

كلمات تسمى أسماء الفعل، كل واحد منها يعمل عمل الفعل الذي هو اسم له، كقولك‏:‏ بله زيدا بمعنى دع زيدا، وعليك زيدا بمعنى الزمه، ومثله دونك زيدا أي خذه ورويد زيدا بمعنى أمهله، وهيهات زيد، بمعنى بعد،وشتان زيد وعمرو بمعنى افترقا، وتقحم ‏"‏ما‏"‏، فيقال‏:‏ شتان ما زيد وعمرو، وصه بمعنى اسكت، ومه بمعنى اكفف، وإليك أي ابعد‏.‏ وقريب منه حبذا، لأنه مركب من حب وذا، وترفع اسما إما معرفة نحو حبذا زيد، وإما نكرة مخصوصة نحو حبذا رجل رأيته بالبصرة، فإن اجتمع معرفة ونكرة رفع المعرفة ونصب النكرة، نحو حبذا رجلا زيد‏.‏

ما يعمل عمل الحرف من الأسماء

الضرب الثاني من الأسماء العوامل وهو ما يعمل عمل الحرف، وهي تعمل الجر والجزم‏.‏

أولا عمل الجر‏:‏ فالجر بالإضافة والإضافة على ضربين‏:‏ إضافة بمعنى اللام نحو دار زيد، تريد‏:‏ دار لزيد، وإضافة بمعنى ‏"‏من‏"‏ كقولك‏:‏ خاتم فضة أي خاتم من فضة، ومن هذا الضرب إضافة الأعداد إلى مميزها‏.‏

والأعداد تميز على ثلاثة أوجه‏:‏ أحدها أن تضاف إلى جمع نحو ثلاثة أبواب، وكذا إلى العشرة‏.‏ والثاني أن تضاف إلى مفرد، وذلك في المائة والألف وما يتضاعف منهما نحو مائة درهم، وألف درهم، ومائتا درهم وثلاثمائة درهم وألفا درهم، وثلاثة آلاف درهم‏.‏ والثالث ليس مما نحن فيه، وهو أن يكون التمييز منصوبا مفردا، وذلك من أحد عشر إلى تسعة وتسعين، نحو أحد عشر درهما‏.‏ ويسقط بالإضافة التنوين ونون التثنية، والجمع، كقولك‏:‏ غلام زيد، وغلاما زيد، وينو عمرو ‏(‏ومسلمو بلد‏)‏ فهذا عمل الجر من الأسماء‏.‏

ثانيا‏:‏ عمل الجزم‏:‏ وأما الجزم فللأسماء، التي تتضمن معنى ‏"‏من‏"‏ في الشرط والجزاء، وهي تسعة‏:‏ من، وما، وأي، وأين، ومتى، وحيثما، وإذ ما، وأنى، ومهما، تقول‏:‏ من يكرمني أكرمه، وما تصنع أصنع وأيهم يأتني أكرمه، وأين تكن أكن، ومتى تخرج أخرج، وحيثما تكن أكن، وإذا ما تخرج اخرج، وأنى يفعل افعل، ومهما تصنع أصنع، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين‏}‏ ‏[‏الأعراف /131‏]‏‏.‏

الفصل الخامس‏:‏ في أشياء منفردة وهي خمسة أبواب

باب المعرفة والنكرة

المعرفة خمسة أضرب

الأول‏:‏ المضمر، نحو أنت، والتاء في ضربت، الكاف في غلامك ‏(‏والياء في غلامي‏)‏ والثاني العلم نحو زيد وعمرو، فكل اسم وضع في أول أحواله لشيء بعينه، لا يقع على كل ما يشبهه، فهو علم، ألا ترى أن زيدا وضع في أول ما وضع للرجل المعين‏.‏ ثم ليس كل ما بكون مثل زيد يسمى زيدا‏.‏ والثالث ما فيه الألف واللام‏.‏ نحو الرجل والفرس‏.‏ ولام التعريف تكون للعهد كقولك‏:‏ فعل الرجل كذا تريد واحدا بعينه قد عهده المخاطب، وعرفه بأمر، وللجنس نحو الرجل خير من المرأة والرابع‏:‏ المبهم، وهو نوعان‏:‏ أحدهما أسماء الإشارة نحو هذا، وهؤلاء وكذا كل اسم إشارة، وثانيهما الموصولات، وهي الذي، والتي، وفروعهما، و‏"‏من أو‏"‏ ما إذا كانا بمعنى الذي، والألف واللام بمعنى الذي نحو الضارب والقائم بمعنى الذي ضرب، والذي قام، وأي بمعنى الذي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا‏}‏ ‏[‏مريم/69‏]‏‏.‏ والخامس المضاف إلى واحد من هذه الأربعة، نحو غلام زيد وغلامك، وكل مضاف إلى معرفة معرفة، وما عدا هذه الخمسة فهو نكرة‏.‏

باب التوابع وهي خمسة

تأكيد، وصفة، وعطف بيان، وبدل، وعطف بحرف‏.‏

ا - فالتأكيد كقولك‏:‏ جاءني زيد نفسه، والقوم كلهم، والرجلان كلاهما، والقوم أجمعون أجمعون‏.‏

فكل تأكيد تابع للمؤكد في إعرابه، ولا تؤكد النكرة، فلا يقال‏:‏ جاءني رجلان كلاهما‏.‏

2 - والصفة‏:‏ على خمسة أوجه، أحدها أن تكون حلية، كالطويل والأسود، والأزرق، والثاني، أن تكون فعلا كالقائم والقاعد والمضروب، والثالث أن تكون غريزة كالفهم والكريم والعاقل، والرابع أن تكون نسبا أو قرابة، نحو هاشمي وبصري، والخامس الوصف بأسماء الأجناس بذو، كقولك جاءني رجل ذو مال‏.‏ وكل صفة تتبع الموصوف في إعرابه وتعريفه وتنكيره وتذكيره وتأنيثه، وإفراده، وتثنيته وجمعه، تقول‏:‏ جاءني رجل ظريف، والرجل الظريف، ورأيت امرأة ظريفة، والمرأة الظريفة، ومررت برجال كرام والرجال الكرام‏.‏

و‏"‏ذو‏"‏ تثنى وتجمع، فيقال‏:‏ ذو مال، ذا مال، وذي مال، وذوا مال وذوي مال وذوو مال، وذوي مال، وذات مال، وذواتا مال، وذواتي مال، وذوات مال، وذوات مال بالكسر في النصب والجر كمسلمات‏.‏

3- وعطف البيان‏:‏ وهو الاسم الذي يكون الشيء به أعرف، فيبين به غيره، كقولك‏:‏ مررت بأخيك زيد، بينت الأخ بزيد، ‏(‏وبزيد أبي عبد الله إذا كان معروفا بكنيته‏)‏ وبأبي عبد الله زيد إذا كان معروفا بالاسم‏.‏

4 - البدل‏:‏ وهو على أربعة أوجه‏:‏ بدل الكل من الكل، كقولك‏:‏ رأيت زيدا أخاك، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم‏}‏ ‏[‏الفاتحة/6،7‏]‏ وبدل البعض من الكل، كقولك‏:‏ مررت بالقوم ثلثيهم، وجعلت متاعك بعضه فوق بعض، وبدل الاشتمال نحو سلب زيد ثوبه، ومنه بدل الفعل من فاعله كقولك‏:‏ أعجبني زيد ضربه، وعمرو علمه، وبدل الغلط نحو مررت برجل حمار، وحقه بل حمار‏.‏

5- العطف بالحرف، وحروف العطف تسعة‏:‏ الواو للجمع

والاشتراك نحو جاءني زيد وعمرو، والفاء للتعقيب نحو ضربت زيدا فعمرا، وثم للتعقيب أيضا إلا أن فيه زيادة تراخ نحو ضربت زيدا ثم عمرا، وأو للشك نحو جاءني زيد أو عمرو، وللتخيير نحو اضرب زيدا أو عمرا، وللإباحة نحو جالس الحسن أو ابن سيرين، ولا للنفي بعد الإثبات نحو جاءني زيد لا عمرو، وأم للاستفهام نحو أزيد عندك أم عمرو، وبل للإضراب عن الأول والإثبات للثاني نحو ما جاءني زيد بل عمرو، ولكن للاستدراك بعد النفي نحو ما جاءني زيد لكن عمرو، وحتى بمعنى الغاية نحو ضربت القوم حتى زيدا، وينبغي أن يكون ما بعده مما يصح دخوله فيما قبله، فلا يجوز جاءني القوم حتى حمار، كما يجوز وحمار، لأن الحمار لا يكون من القوم‏.‏ فهذه الحروف كلها تجعل ما بعدها تابعا لما قبلها في الرفع والنصب والجر، وهكذا حكمها في الفعل، تقول‏:‏ يقوم ويقعد، ولن يقوم ويقعد، ولم يقم ويقعد، فيتبع الثاني الأول في الرفع والنصب والجزم‏.‏

باب التذكير والتأنيث

المؤنث حقيقي وغير حقيقي، فالحقيقي ما كان خلقة كالمرأة والناقة، وغير الحقيقي على أربعة أوجه‏:‏ أحدها ما في آخره التاء المتحركة الموقوف عليها هاء نحو الغرفة والثاني ما فيه ألف التأنيث نحو البشرى والصحراء، والثالث ما هو في تقدير التاء نحو الشمس والأرضي والدار، ولتقدير التاء يقال‏:‏ ‏(‏شميسة ودويرة‏)‏ وأريضة في التصغير والرابع ما كان جمعا، وكل جمع مؤنث إلا جمع السلامة‏.‏ بالواو والنون فيمن يعقل نحو الزيدون والمسلمون، لا يجوز خرجت الزيدون‏.‏ والبنون مؤنث لأن لفظ الواحد لم يسلم في الجمع، والناس والرهط والأنام والنفر مذكر والقوم يذكر ويؤنث، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كذبت قوم نوح‏}‏ ‏[‏الشعراء/105‏]‏ و‏{‏كذب به قومك‏}‏ ‏[‏الأنعام/ 66‏]‏‏.‏ ثم إن المؤنث الحقيقي يؤنث فعله تقدم أو تأخر، تقول‏:‏ خرجت المرأة، والمرأة خرجت، وهذا رجل خارجة امرأته وامرأة خارجة، وغير الحقيقي يجوز فيه التذكير والتأنيث، إذا تقدم، نحو طلعت الشمس، وطلع الشمس، وقال نسوة، وقالت نسوة، ولا يجوز التذكير مع التأخير، فلا يقال‏:‏ الشمس طلع‏.‏ وجمع المؤنث الحقيقي كالنسوة لا يكون تأنيثه حقيقيا، وجمع المذكر الحقيقي مؤنث من حيث هو جمع‏.‏ واعلم أن الأعداد تأنيثها بالعكس من تأنيث جميع الأشياء، فالتاء فيها علامة للتذكير وسقوطها للتأنيث، وذلك من الثلاثة إلى العشرة، تقول‏:‏ ثلاث نسوة، وعشرة غلمة، وما قبل الثلاثة بأن على الأصل‏.‏ تقول واحد وواحدة، واثنان واثنتان، فإذا جاوزن العشرة أسقطت التاء من العشرة مع المذكر، فقلت‏:‏ أحد عشر درهما، وأثبته مع المؤنث وكسرت الشين‏.‏ أو أسكنته، فقلت‏:‏ إحدى عشرة امرأة، وإن شئت إحدى عشرة امرأة وما ضممت إلى العشرة باق على حاله، تقول‏:‏ ثلاثة عشر رجلا، بالتاء في المذكر وثلاث عشرة امرأة بسقوطها في المؤنث، والاسمان مبنيان على لا إعراب لهما إلا اثني عشر فإن الأول منهما معرب فيه، نحو جاءني اثنا عشر، ورأيت اثني عشر، ومررت باثني عشر‏.‏

اعلم أن الكلام مداره على ثلاثة معان‏:‏ الفاعلية، والمفعولية والإضافة فالرفع للفاعل، والنصب للمفعول، والجر للمضاف إليه وما خرج من هذه فمحمول عليها وليس بأصل، فالمحول على الفاعل المبتدأ والخبر، وخبر إن وأخواتها، واسم كان وأخواتها، والمحمول على المفعول خبر كان، واسم إن،والحال، والتمييز‏.‏

التمييز

والتمييز على ضربين‏:‏ أحدهما أن يكون بعد تمام الكلام، نحو طاب زيد نفسا وقد مر ذكره، والآخر بعد تمام الاسم، ومعنى تمام الاسم أن يكون ممتنعا عن الإضافة، وذلك على ثلاثة أوجه‏:‏ أحدها أن يكون مضافا فلا يمكن إضافته ثانيا، كقولهم‏:‏ لله دره فارسا، ولي ملؤه عسلا، ولي مثله رجلا، فدره قد أضيف إلى الهاء فامتنع عن الإضافة إلى رجل فنصب، ومثله زيد أحسن الناس وجها، وهو أكرم منك أبا‏.‏ والثاني أن يكون في الاسم نون تثنية أو جمع أو تنوين، نحو عشرون درهما، وفي المقادير نحو منوان سمنا، قفيزان برا،،وما في السماء قدر راحة سحابا‏.‏ والثالث أن يكون في تقدير التنوين، ‏(‏وذلك في ثلاثة عشر وأخواتها فعشرة في تقدير التنوين‏)‏ لأن الأصل ثلاثة وعشرة‏.‏

تمييز كم

ومن التمييز كم، وله معنيان‏:‏ الاستفهام والخبر، وهو في الاستفهام بمنزلة عشرون، تقول‏:‏ كم رجلا جاءك كأنك قلت، أعشرون رجلا جاءك أم ثلاثون، وهو في الخبر بمنزلة مائة مرة، كقولك‏:‏ وكم رجل جاءك، المعنى كثير من الرجال جاءوك وبمنزلة عشرة مرة أخرى تقول‏:‏ كم رجال جاءوك، تضاف إلى الجمع كعشرة رجال، فهذا هو النصب غير الأصلي‏.‏ الجر غير الحقيقي وأما الجر غير الحقيقي فعلى ضربين‏:‏ أحدهما أن يكون‏.‏ بزيادة حرف الجر، نحو‏:‏ ألقي بيده، ويحسبك أن تفعل‏.‏، والمعنى ألقى يده، وحسبك أن تفعل‏.‏

والثاني أن تكون الإضافة لفظية، وهي على ضربين‏:‏

أحدهما أن يكون المجرور منصوبا في المعنى، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏هديا بالغ الكعبة‏}‏ ‏[‏المائدة/95‏]‏ المعنى بالغا الكعبة، وكذلك كل اسم فاعل وأضيف إلى المفعول نحو مررت برجل ضارب أخيه، وضارب زيد‏.‏ والأخر أن يكون المجرور مرفوعا في المعنى، كقولك‏:‏ مررت برجل حسن الوجه، المعنى حسن وجهه، وكذا في كل صفة أضيفت إلى ما هي له في المعنى، نحو الحسن الوجه لأن الحسن للوجه وقد أضفت حسنا في اللفظ إليه، فاعرفه‏.‏ وإعراب الفعل غير حقيقي كله، إذ لا يتصور فيه فاعلية ولا مفعولية ولا إضافة‏.‏

باب قسمة في الإعراب

اعلم أن الإعراب صريح وغير صريح، فالصريح على ضربين‏:‏ أحدهما بالحركات، والآخر بالحروف، وقد تقدم ذكرهما وغير الصريح لم أن تكون الكلمة موضوعة على وجه مخصوص من الإعراب وذلك في المضمر نحو ‏"‏أنت‏"‏ فإنه وضع للمرفوع، وإياك للمنصوب والمضمر فتصل، ومنفصل، ومستكن،إلا فالمنفصل أربعة وعشرون، مرفوعه اثنا عشر ‏(‏أنت، وأنت، وأنتما، وأنتم، وأنتن، وأنا ونحن، وهو، وهي، وهما، وهم، وهن‏)‏ وليس له مجرورا ومنصوبه اثنا عشر‏:‏ إياك، وإياك، وإياكما‏؟‏ وإياكم، وإياكن، وإياي، وإيانا وإياه، وإياها، وإياهما، وإياهم، وإياهن، والمتصل ثلاثة وعشرون، مرفوعة أحد عشر‏:‏ التاء المفتوحة في فعلت، والمكسورة في فعلت، والمضمومة في فعلت، وفعلتما، وفعلتم، وفعلتن، والألف والواو في فعلا وفعلوا، وكذلك يفعلان ويفعلون، لأن النون علامة للرفع، والياء في تفعلين وافعلي، والنون في فعلن، ويفعلن‏.‏ ومنصوبه اثنا عشر‏:‏ الكاف المفتوحة في أكرمك، والمكسورة في أكرمك، وأكرمكما، وأكرمكم، وأكرمكن، والهاء في أكرمه، وأكرمها، وأكرمهما، وأكرمهم، وأكرمهن، والياء في أكرمني، والنون عماد‏.‏

والمجرور كالمنصوب تقول‏:‏ إكرامك كما تقول‏:‏ أكرمتك، إلا أن ياء المتكلم لا يكون له عماد في الاسم‏؟‏ فيقال‏:‏ غلامي بغير نون، وإنما يكون ذلك في الفعل، وفي قدني، وقطني، بمعنى حسبي، وفي مني، وعني، ولدني، والمستكن لا يكون إلا مرفوعا، ومعنى المستكن أن تقول‏:‏ افعل، فيكون أنت مستكنا في النية والمعنى، وهو لازم وغير لازم، فاللازم في أربعة‏:‏ افعل، وأفعل، وتفعل، وتفعل إذا كان التاء للخطاب فهذه لا تخلو من الضمير أبدا، وغير اللازم في خمسة‏:‏ فعل، ويفعل، وكذا إذا كان للمؤنث في قولك فعلت وتفعل، وفي اسم الفاعل، والمفعول والصفات المشبهة، فإن هذه إذا رفعت اسما ظاهرا لم يكن فيها ضمير، فإذا قلت‏:‏ زيد ضارب أبوه عمرا لم يكن فيه ضمير ويسمى فارغا‏.‏

باب المفرد والجملة

اعلم أن الواحد من الاسم والفعل والحرف يسمى كلمة، فإذا ائتلف منها اثنان فأفاد نحو خرج زيد يسمى كلاما، ويسمى جملة‏.‏

والائتلاف يكون بين الاسم والفعل كما ذكرنا، وبين الاسمين كقولك‏:‏ زيد منطلق، وبين الحرف والاسم في النداء خاصة نحو يا زيد‏.‏‏.‏ والجملة تقع موقع المفرد في ستة مواضع‏:‏ أحدها خبر المبتدأ تقول‏:‏ زيد خرج أبوه، فتكون الجملة التي هي خرج أبوه في موضع رفع لوقوعها موقع خارج الذي هو خبر المبتدأ‏.‏

والثاني خبر كان وأخواتها، تقول‏:‏ كان زيد أبوه منطلق، فأبوه منطلق في موضع نصب لكونه خبر كان‏.‏ والثالث خبر إن وأخواتها، كقولك‏:‏ إن زيدا أخوه منطلق ‏(‏فأخوه منطلق‏)‏ في موضع رفع لأنه خبر إن‏.‏ والرابع المفعول الثاني من باب ظننت وأخواتها، كقولك‏:‏ ظننت زيدا أبوه خارج والخامس في صفة النكرة، نحو مررت برجل خرج أبوه مررت برجل أبوه منطلق فالجملة في موضع جر، لكونها صفة لمجرور‏.‏ والسادس الحال كقولك‏:‏ جاء زيد تقاد الجنائب بين يديه‏.‏ ويجب أن يكون فيها ذكر لما قبلها، كقولك‏:‏ زيد خرج غلامه، فالهاء ذكر زيد، ولو قلت‏:‏ زيد قام عمرو لم يجز وكذا الباقي‏.‏ فهذا أخر ما أوردناه من الجمل في عوامل الإعراب والحمد لله وحده، وصلواته على محمد سيدنا وآله وصحبه وسلم تسليما، وهذا آخر ما أوردنا من الجمل في عوامل الإعراب على التمام والكمال والحمد لله ذي الجلال والإكرام والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، تمت بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله رب العالمين‏.‏

وحسبنا الله ونعم الوكيل تمت الجرجانية والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه‏.‏ غفر الله لكاتبها، وعفا عنه، وتجاوز عن ذنبه وسامحه وغفر لوالديه ولجميع المسلمين‏.‏